الكعبة المشرّفة

الكعبة المشرّفة

الكعبة بيت الله الحرام , في قلب مكة المكرمة , وهي القبلة لتي يحج إليها الناس والأنبياء والملائكة , منذ أقدم العهود التاريخية , فهي أقدم بيت وضعه الله تعالى للناس , وقد كان أهل مكة يعظمون هذا البيت حتى أنهم لم يكونوا يستطيلون عليه في البناء , وكانوا يبنون بيوتهم على الشكل الدائري تعظيما لرباعية الكعبة , وأن أول من بنى بيتا مربعا في مكة هو حميد بن زهير ، فخافت قريش وقالت ربع حميد بن زهير بيتا فإما حياة وإما موتا. والكعبة المشرفة مبنية من سبعة وعشرين مدماكا من الصخور الجبلية ,ويقال أن ابراهيم عليه السلام بنى الكعبة من صخور من خمسة جبال هي : حراء وثبير والخير ولبنان وهي من جبال مكة وجبل الطور بصحراء سيناء شرق مصر . وللكعبة المشرفة أسماء كثيرة غير الأسماء المعروفة التى وردت في القرآن الكريم مثل قادس وناذر والقرية القديمة.

أقسام وأركان الكعبة:

1- الحجر الأسود

2- باب الكعبة

3- الميزاب

4- الشاذروان

5- حجر اسماعيل

6- الملتزم

7- مقام ابراهيم

8- ركن الحجر الأسود

9- الركن اليماني


10- الركن الشامي


11- الركن العراقي


12- ستار الكعبة

أركان الكعبة


موقع الكعبة
تقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً على شكل حجرة كبيرة مرتفعة البناء مربعة الشكل ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر مترا وفي ضلعها الشرقي يقع الباب مرتفعا عن الارض نحو مترين .

اركان الكعبة الاربعة هي الركن الاسود والركن الشامي والركن اليماني والركن العراقي وفي اعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر اسماعيل.
 
سدانة الكعبة

سدانة الكعبة هي مهنة قديمة، وتعني العناية بالكعبة المشرفة والقيام بشؤونها من فتحها وإغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوتها وإصلاح هذه الكسوة إذا تمزقت واستقبال زوّارها وكل ما يتعلق بذلك. ومنذ أكثر من منذ أكثر من 16 قرناً، أي قبل بدء الإسلام، اختص أحفاد قصي بن كلاب بن مرة بسدانة الكعبة المشرفة، ومنهم نسل أبناء آل الشيبي سدنة الكعبة الحاليين.
منذ بناء إبراهيم عليه السلام الكعبة المشرفة، كانت السدانة بيد ابنه إسماعيل عليه السلام ، الذي تولى رفع القواعد من البيت مع والده إبراهيم عليهما السلام.
وتنتقل السدانة داخل عائلة الشيبي من شخص إلى آخر بالتوارث إذ ينتقل مفتاح الكعبة المشرفة إليه مباشرة ولا يشترط أن يكون السادن هو ابن السادن السابق فمن الممكن أن يذهب المفتاح إلى ابن العم وهكذا، فالسن هي التي تحدد السادن.
والسدانة مخصصة لذكور عائلة الشيبي فقط، ويتم تثقيف الفتيات حول الإرث التاريخي الذي تحمله العائلة، وترافق نساء عائلة السدنة الضيفات المرافقات لضيوف الدولة، وبسبب هذه المهام التي يقومون بها تجاه الكعبة المشرفة، تحظى عائلة الشيبي بمكانة مرموقة في المجتمع المكي، وينظر إليها كإحدى أهم العائلات ذات المكانة في المجتمع.


بناء الكعبة
يعتقد المسلمون أن أول من بنى الكعبة هم الملائكة وتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة بنيت 12 مرة عبر التاريخ وفيما يلي أسماء البناة:
- الملائكة
- آدم عليه السلام
- شيت ابن ادم عليه السلام
- ابراهيم واسماعيل عليهما السلام
- قبيلة العمالقة
- قبيلة جرهم
- قبيلة قصي بن كلاب
- قبيلة قريش
_ عبدالله بن الزبير
- الحجاج بن يوسف
- السلطان مراد الرابع. 
بناء إبراهيم عليه السلام
جاء أمر الله صريحاً في كتابه الكريم، لإبراهيم عليه السلام، ببناء الكعبة، بل حدد له مكانها. وقد بنى إبراهيم الكعبة بمساعدة إسماعيل، عليهما السلام، ولم يكن لها سوى ركنين؛ الحجر الأسود واليماني، وجعل ارتفاعها تسعة أذرع، نحو أربعة أمتار، ولم يكن لها سقف، وجعل لها فتحة باب واحد من جهتها الشرقية، ملاصق للأرض، ولم يجعل لها باباً يفتح ويغلق، 
مقام ابراهيم
الحَجَر الذي كان يقف عليه النبي ابراهيم أثناء البناء
وإنما كان مجرد فتحة. ولم يجعل لها كسوة، وعمل حفرة على يمين الداخل إليها، عمقها نحو ثلاثة أذرع، كانت تسمى خزانة الكعبة، وأمام الباب إلى اليمين قليلاً تقع بئر زمزم.

ومقام إبراهيم هو الحَجَر الذي كان يقف عليه لإتمام البناء عندما ارتفع عن الأرض، وكان إسماعيل يناوله الحجارة، وموقعه أمام الجدار الشرقي، أما الحجر الأسود فمكانه الركن الجنوبي الشرقي، ومنه يبدأ الطواف، ويرتفع عن الأرض بنحو متر ونصف. وبعد أن أتم إبراهيم البناء، أمره الله تعالى أن يؤذن في الناس بالحج "وأَذِّنْ في النّاسِ بِالْحَجِّ يأْتُوكَ رِجَالاً وعَلَى كُلِّ ضَامِرِ يْأتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق"، فقال إبراهيم : يارب وما يبلِّغ صوتي؟ فقال الله تعالى: أذن يا إبراهيم وعليَّ البلاغ، فوقف على جبل أبي قبيس، وأخذ ينادي: أيها الناس، إن الله كتب عليكم الحج فحجوا، فأسمع من في أصلاب الرجال، وأرحام النساء، فأجابه من آمن وسبق في علم الله تعالى أن يحج إلى يوم القيامة، قائلين لبيك اللهم لبيك.



بناء الكعبة بعد إبراهيم
المنطقة التي بنيت فيها الكعبة المشرفة منطقة تكثر فيها السيول، لذلك كثيراً ما تهدمت من جرّاء ذلك. وأعيد بناؤها مرات عدة بعد بناء إبراهيم، وقبل ظهور الإسلام، فبناها العمالقة وجُرْهم، وقُصَيّ بن كلاب بن مرة الجد الرابع للنبي، وهو أول من جعل لها سقفاً من جريد النخل وخشب الدوم.

بناء قريش للكعبة
قامت قريش ببناء الكعبة سنة 18 قبل الهجرة واتفقوا ان لايدخلوا في بنائها الا طيبا حتى قصرت بهم النفقة. ومن مميزات بنائهم انهم رفعوا الباب من مستوى المطاف وسدوا الباب الخلفي المقابل لهذا الباب، وسقفوا الكعبة وجعلوا لها ميزابا يسكب في الحطيم.
وكذلك رفعوا بناء الكعبة 8.64 متر بعد ان كان 4.32 متر وأكبر ميزة لهذا البناء مشاركة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في البناء بنقل الحجارة ووضع الحجر الأسود بعد ما أختلفت القبائل حول من سيكون له شرف إعادة الحجر الأسود لمكانه.
فأتفقوا على أن أوّل من سيدخل عليهم يحكّمونه فيما بينهم، فكان أول من دخل هو النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي حل المشكلة بطريقة ذكية،.. وهي أن يمسك شيخ كل قبيلة طرفا من قطعة قماش يضعوا في وسطها الحجر الأسود ثم قاموا برفعها إلى موضع الحجر الأسود وتقدم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ووضع الحجر الأسود في مكانه فحل بذلك المشكلة التي كادت تسبب حروبا بين قبائل العرب.


الحجر الأسود
الحجر الاسود

يوجد في الجنوب الشرقي من الكعبة حجر ثقيل بيضاوي الشكل أسود اللون مائل إلى الحمرة وقطره 30 سم ويحيط به إطار من الفضة. ويطلب من الطائف تقبيل الحجر في كل شوط ان أمكن أو يشر إليه بيده ثم يقبلها .

الذي يظهر منه في زماننا ونستلمه ونقبله إنما هو ثماني قطع صغيرة مختلفة الحجم أكبرها بقدر التمرة الواحدة ، وأما بقيته فداخل في بناء الكعبة المشرفة ، ويروى أن القطع تبلغ خمس عشرة قطعة إلا أن القطع السبع الأخرى مغطاة بالمعجون الذي يراه كل مستلم للحجر وهو خليط من الشمع والمسك والعنبر موضوع على رأس الحجر. 

وقد ورد في الحديث أن رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) قال: إن الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولولا أن طمس نورهم لأضاء ما بين المشرق والمغرب "

وورد في الحديث ايضا " أن الحجر الأسود نزل من الجنة أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم .



باب الكعبة
يرتفع عن أرض المطاف بحوالي 2.5 وارتفاع الباب 3.06 متراً وعرضه 1.68 متراً. والباب الموجود اليوم هو هدية من الملك خالد بن عبدالعزيز يرحمه الله. وقد تم صنعه من الذهب حيث بلغ مقدار الذهب المستخدم فيه للبابين حوالي 280 كيلو جرام عيار 99.99 بتكلفة اجمالية بلغت 13 مليونا و 420 الف ريال عدا كمية الذهب.

أركان الكعبة

جاءت تسمية الأركان باعتبار اتجاهاتها الأربع تارةً ، و جاءت باعتبار خصوصية أخرى فيها تارة أخرى...


الرُكن الشرقي :
وهو الذي يكون بجوار باب الكعبة و يُقابلُ بئر زمزم تقريباً ، و يُسمى بالركن الشرقي لكونه باتجاه المشرق تقريباً ، و يُسمَّى أيضاً بالركن الأسود لأن الحجر الأسود مُثَبَّتٌ فيه ومنه يبدأ الطواف حول الكعبة.



الرُكن الشمالي :

و هو الركن الذي يلي الركن الشرقي حسب جهة الحركة في الطواف ، و يُسمَّى بالركن الشمالي لمواجهته للشمال تقريباً ، و هو الركن الذي يكون على الجانب الشرقي من حِجْرِ إسماعيل ، و يُسمَّى أيضا بالركن العراقي لكونه باتجاه العراق .



الرُكن الغربي :
و هو الركن الذي يلي الركن الشمالي حسب جهة الحركة في الطواف ، و يُسمَّى بالركن الغربي لمواجهته للمغرب تقريباً ، و يُسمَّى أيضاً بالركن الشامي لكونه باتجاه الشام ، و هو الرُكن الذي يكون على الجانب الغربي من حِجْرِ إسماعيل .



الرُكن الجنوبي :

و هو الركن الذي يلي الركن الغربي حسب جهة الحركة في الطواف ، و يُسمَّى بالركن الجنوبي لمواجهته للجنوب تقريباً ، و يُسمَّى أيضا بالمُستجار .



داخل الكعبة:

يوجد بداخل الكعبة ريح طيب من خليط المسك والعود والعنبرالذي يستخدم بكميات كبيرة لتنظيفها ويستمر مفعوله طوال العام.

تغطى أرضية الكعبة برخام من اللون الأبيض في الوسط، أما الأطراف التي يحددها شريط من الرخام الأسود فهي من رخام الروزا (الوردي) الذي يرتفع إلى جدران الكعبة مسافة 4 أمتار دون أن يلاصق جدارها الأصلي. أما المسافة المتبقية - من الجدار الرخامي حتى السقف (5 أمتار) - فيغطيها قماش الكعبة الأخضر (أو ستائر من اللون الوردي) المكتوب عليه بالفضة آيات قرآنية كريمة وتمتد حتى تغطي سقف الكعبة.
كما توجد بلاطة رخامية واحدة فقط بلون غامق تحدد موضع سجود الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم). بينما توجد علامة أخرى من نفس الرخام في موضع الملتزم حيث ألصق الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، بطنه الشريف وخده الأيمن على الجدار رافعا يده وبكى ولذا سمي بالملتزم.



هناك ثلاثة أعمدة في الوسط من الخشب المنقوش بمهارة لدعم السقف بإرتفاع حوالي 9 أمتار محلاة بزخارف ذهبية.

وهناك عدد من القناديل المعلقة المصنوعة من النحاس والفضة والزجاج المنقوش بآيات قرآنية تعود للعهد العثماني.

ويوجد درج (سلم) يصل حتى سقف الكعبة مصنوع من الألومنيوم والكريستال.

كما يوجد مجموعة من بلاطات الرخام التي تم تجميعها من كل عهد من عهود من قاموا بتوسعة الحرم المكي الشريف.



مقام إبراهيم
مقام ابراهيم الكعبة المشرفة مكة
قال الله تعالى: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" آل عمران.
مقام ابراهيم هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عند بناء الكعبة. وكان اسماعيل يناوله الحجارة وكل ما كمل جهة انتقل إلى أخرى يطوف حول الكعبة وهو واقف عليه حتى انتهى إلى وجه البيت.
وقد كان من معجزات الله لإبراهيم أن صار الحجر تحت قدميه رطبا فغاصت فيه قدماه وقد بقي أثر قدميه ظاهرا فيه.
 
جميع الحقوق محفوظة 2015